رسالة حب وعتاب إلى الشيخ خليفة

  •  
  • 2012-04-22
    الإمارات الان

    إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة

    إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

    إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة.

    إلى أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات.

    إلى الشعب الإماراتي العظيم .

    لم يطب لقوى غربية تدعي الديمقراطية والسعي إلى نشرها، أن ترى في دولتنا الوئام والأمان والتآلف، فلجأت إلى نشر الفوضى والبغضاء، والعبث بالساحة الإماراتية الآمنة والموحدة.

    لم تأبه تلك الدول بجهود الشيخ زايد رحمه الله في تأسيس دولة ذات شأن إقليمي ودولي، ولم تكترث باستكمال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله ما بدأه والده. والأكثر من ذلك، لم تتورع تلك الدول عن هدم ما بناه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي تهافتت عقول المفكرين من مختلف دول العالم لتدرس عقليته وكارزميته ووصل بالإمارات إلى مصاف العالمية.

    ولم تتردد تلك الدول الحاقدة وهي تحاول الإساءة إلى ثقافة الإمارات وحضارتها، وما بناه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الذي أخذ على عاتقه الحفاظ على تراث وثقافة وحضارة الدولة ذات القيم والمثُل.

    ولما لم يرُق لتلك الدول كل ما سبق؛ دفعت وجنّدت فئات " النخر" الشيطانية من داخل الكيان الإماراتي الآمن المدفوعة بنزعة الشر الخارجي لتزين لها غريزة التسلط والتكبر والتعجرف والإفساد الممنهج. فمارسوا الفوضى الخلاقة، مستهلين غيهم بالكيد لدعوة الإصلاح ودعاتها وأفرادها الذين يسعون لبناء المجتمع الإماراتي بإخلاص وتفان لا يحدوهم إلاّ رضى الله أولاً، ثم رضى رئيس دولتنا الكريمة وسعادة شعبنا المعطاء.

    لقد أخذت فئات النخر الشيطانية تكذب وتكذب وتكذب، حتى صدقوا كذبهم، عندما ضللوا المسؤلين، وأوهموهم بأن دعاة الإصلاح يظهرون عكس ما يخفون، وكل الصفات التي توحي بغدر الإصلاحيين وتحينهم فرص الانقضاض على دولتهم وشعبهم، وكل هذا محض افتراء وأوهام مقصودة !

    وبدأت فصول الظلم المرير، ضد دعاة الإصلاح، بحملات مركزة من التشويه والتخويف من دعاة الإصلاح وشيطنتهم في عيون الحكام! وكان الأكثر ظلما: هو أن هذه الفصول تمر تباعا، وفي كل فصل منها، لا تجد من تعنيه أو يكترث لها، لا مسؤول ولا غير مسؤول، مع أن الكل مسؤول أمام الله ومحاسب! وكل ذنبنا أننا دعاة إصلاح ليس إلاّ، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأوكلنا إلى الله أمرنا، وهذا ما يزيد الفئات الشيطانية رعونة وغيظاً وشططاً!

    فبدأت مراحل الحصار:

    المرحلة الأولى: إقصاء دعاة الإصلاح من مهنة التعليم، تعليم الأجيال بدءا مرحلة رياض الأطفال وصولا إلى الجامعات! فهل تساءل أحد من المسؤلين لماذا تم إبعادهم؟

    المرحلة الثانية: الإقصاء من العمل بالوظائف الحكومية بصورة عامة! وشرعوا باطلهم وهما: أن ذلك تقتضيه مصلحة العمل؟! ولكن من يقدر مصلحة العمل؟!

    المرحلة الثالثة: إلغاء رخص الأعمال الخاصة بدعاة الإصلاح، والتضييق على أرزاقهم ومعاشهم.... فهل سأل أحد المسؤلين لماذا تم إبعادهم؟

    المرحلة الرابعة: تشويه سمعة دعاة الإصلاح واتهام بعضهم بقضايا أخلاقية، ولكن برأهم سبحانه كما برأ سيدنا يوسف، وكما مكن لسدينا يوسف سيمكن لهم أيضا. فهل سأل أحد من المسؤلين لماذا تم تلفيق مثل هذه التهم الباطلة؟

    المرحلة الخامسة: رغم مساهمة دعوة الإصلاح سواء في أعمالهم الرسمية أو في أعمالهم التطوعية في خدمة المجتمع الإماراتي، وانتخابهم من قبل جمعيات عمومية برعاية ورقابة وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنه صودرت حقوقهم وشرعيتهم. فهل تساءل الناس أو المسؤلون لماذا تم إبعادهم؟

    المرحلة السادسة: فرع رأس الخيمة هو الفرع الأخير الذي تبقى لدعاة الإصلاح من جمعية الإصلاح والتوجيه الإجتماعي، ومؤخرا تم اغتياله! فلماذا تم هذا الإجراء؟ ولماذا لم يتكلم أحد من المسؤلين؟!

    المرحلة السابعة: ابتزاز عدد من دعاة الإصلاح ممن هم (بدون) والضغط عليهم ليكونوا جواسيس ومخبرين، ولما رفضوا بيع ذممهم وضمائرهم لفئة يصول الشيطان ويجول في دمائهم، كان مصيرهم التهديد والسجن، و الحرمان من نيل الجنسية!

    المرحلة الثامنة: التضييق على عينة من دعاة الإصلاح ومنعهم من السفر، أو السماح بالسفر إلى خارج الدولة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي ثم إحراجهم مع سلطات المطارات في الدول الأخرى التي تمنع إدخالهم بحجة أنها أوامر أمنية من دولة الإمارات !!! هلا أوضح أحد المسؤلين لماذا تم منعهم؟

    المرحلة التاسعة: الحرمان. وهناك عشرات الشواهد من الحرمان: حرمان أحد دعاة الإصلاح من توصيل الكهرباء لبيته لأنه لم يحصل على الموافقة الأمنية! حرمان من التعليم والابتعاث للخارج، والعمل والترقية والتدريب. وحرمان دعاة الإصلاح من العمل بالقطاع الخاص بضغط الفئات الشيطانية على أرباب العمل. وحرمان من الحق بمحاكمة عادلة، أو حتى استقبال بلاغاتهم!

    المرحلة العاشرة: سحب الجنسية من سبعة من دعاة الإصلاح، والتسبب لهم بإعدام سياسي ومعنوي! أليس لدى المسؤلين دراية، لماذا وقع ذلك؟

    المرحلة الحادية عشر: إثارة النعرات العنصرية، حيث أُشير إلى من سُحبت جنسياتهم أنهم ليسو "من رس البلاد " !!! فأين من يدعي الوطنية وهو يخالف مبادئ ونهج الإتحاد وروح الاتحاد ومؤسس الاتحاد؟!

    ولنلقي نظرة على عقلية وتفكير جهاز الأمن وهو يدير علاقاته مع أبناء الإمارات، من خلال تجربة شخصية مع أحد قيادات جهاز أمن الدولة. إذ التقيت مع جار لي، فدار الحوار القصير التالي:

    قيادي جهاز الأمن:.... الحمادي و...... المرزوقي و ...... هؤلاء يثيرون الفوضى والدمار في البلاد ويتدخلون في ما لا يعنيهم.

    إبراهيم : هؤلاء وغيرهم من أفراد شعب الإمارات كالأبناء منهم المطيع ومنهم المشاغب، فمن الأفضل الجلوس والتحاور معهم، وفي حال تعنتهم ورفضهم للحق، لك أن تعاقبهم وتتدرج معهم في العقاب.

    قيادي جهاز الأمن : أنا بهذه الطريقة " آسوي لهم راس "، أنا أخليه يخطئ ويخطئ حتى يتمادى في الخطأ عندها أمسكه وأعاقبه.

    إبراهيم : إذاً أنت لا تريد الخير لأبناءك، بل تتصيد وتتربص بهم، هل هو الحل الصحيح.

    قيادي جهاز الأمن : هؤلاء لا ينفع معهم إلاّ هذه الطريقة.

    وهذه هي منهجية هذا الجهاز وسلوكه وفهمه في التعامل مع أفراد المجتمع، إنها العقلية البوليسية البائسة،...

    وهنا، وفي هذه اللحظة التاريخية الحرجة، يأتي الخلاص والأمل بالتغيير، فيقف صاحب الفكر والثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ليفرش حضنه الدافي ويفتحه واسعاً للجميع بلا استثناء: أن تعالوا نتكاتف ونتناصح، وشعار سموه كما هو شعار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:" لاخير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها "، همه في ذلك لم الشمل وإصلاح الخلل.

    فإلى كل أفراد المجتمع وبلا استثناء أيضا، بمن فيهم جهاز الأمن، إنها لفرصة أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي فلنبادر ولنلب دعوته. لذا نرجو منه أن يحدد يوماً أو أياماً نلتقي بسموه الكريم فيعاتب على كل تقصيرٍ بدا، وينصح ويوجه لطريقٍ جديدٍ كله تفاؤل وحب وترابط ويحتضن ويدفع عن المظلوم والمكلوم، و يتسع صدر سموه لمن يعاتبه هو أيضا، لأنه حرمنا طويلا فرصة الخلاص هذه، فهل إلى ذلك من سبيل يا صاحب السمو؟


  •