هل ساعدت أبوظبي ترامب للوصول للرئاسة؟

المحقق الخاص "مولر" يبحث عن خيط يربط محمد بن زايد بـ كوشنر

  •  
  • 2018-03-04
    الإمارات الان

    يبحث المحقق الخاص روبرت مولر عن خيط ما يربط ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع جاريد كوشنر -صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبير مستشاريه "كوشنر" وفقا لتقارير صحفية عديدة، ويحاول الإجابة عن سؤال محدد: هل سعت أبو ظبي لشراء مواقف إدارة ترمب؟

     

    وكشفت تقارير استخبارية أن الإمارات وإسرائيل والمكسيك والصين سعت لعقد صفقات مع كوشنر للتأثير على مواقف إدارة ترمب حيث كشف تقرير مثير نشرته صحيفة نيويورك تايمز اليوم الأحد، كشف عن دور لافت لوجهين جديدين على التحقيقات، وتجمعهما العلاقة مع محمد بن زايد. الأول هو جورج نادر، وهو مستشار حاليا لمحمد بن زايد، الذي تردد بانتظام على البيت الأبيض منذ وصول ترمب له. والثاني إليوت برويدي، مدير شركة سيرسيناس للخدمات الأمنية، التي حظي رئيسها باستثمارات بمئات الملايين من الدولارات في أبو ظبي، سعيا من ولي عهدها لاستثمار علاقة الأخير بترمب والتأثير على قراراته.

    وكشفت الصحيفة الأميركية عن مثالٍ واحد على علاقات نادر النافذة التي لم تُذكَر سابقاً، فقد حصل نادر الخريف الماضي على تقريرٍ مُفصَّل من أحد كبار جامعي التبرعات لدعم ترامب، وهو إليوت برويدي، يتعلَّق بلقاءٍ خاص مع الرئيس في المكتب البيضاوي. ويمتلك برويدي شركة أمنٍ خاصة لديها عقود بمئات ملايين الدولارات مع الإمارات، وأثنى أمام ترامب بشدة على قوة شبه عسكرية كانت تُعدها شركته للبلد. وضغط كذلك على الرئيس لعقد لقاءٍ خاص "في إطارٍ غير رسمي" مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية والحاكم الفعلي للبلاد، وذلك لدعم السياسات الإماراتية المتشددة في المنطقة، وإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وحصلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على نسخةٍ من مذكرة برويدي بشأن اللقاء عن طريق بعض منتقدي النفوذ الإماراتي في واشنطن. يذكر أن جورج نادر حام على مدار 3 عقود ماضية على هامش الدبلوماسية الدولية، فكان قناةً خلفية للتفاوض مع سوريا أثناء حكم إدارة الرئيس الأميركي السابق كلينتون، وأعاد اكتشاف نفسه كمستشارٍ للحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد كان العام الماضي زائراً متكرراً للبيت الأبيض.

    وكان نادر منذ وقتٍ طويلٍ شخصيةً غامضة، ففي التسعينيات، ترأس مجلةً غريبة في واشنطن، اسمها Middle East Insights، وفَّرت في بعض الأحيان منصةً للمسؤولين العرب والإسرائيليين والإيرانيين للتعبير عن رؤاهم لجمهور واشنطن.

    وتكشف الصحيفة الأميركية عن قيام نادر الذي يبلغ من العمر 58 عاماً بعدد من الزياراتٍ متكررة إلى البيت الأبيض في الأشهر الأولى من حكم إدارة ترامب، والتقى ستيف بانون وجاريد كوشنر لمناقشة السياسة الأميركية تجاه دول الخليج العربي قبيل زيارة ترامب إلى السعودية في مايو/أيار 2017، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على تلك اللقاءات.

    ووفق بعض الروايات التي نقلتها نيويورك تايمز، كان بانون هو مَن دفع باتجاه حصوله على إمكانية وصول أكبر لصانعي السياسة في البيت الأبيض. وقال آخرون إنَّ كوشنر دعمه.

    قال نادر بعد التواصل معه بالهاتف الشهر الماضي إنَّه كان لديه ضيوفٌ على العشاء، وأنَّه سيعاود الاتصال لاحقاً. لكنَّه لم يفعل، ولم تنجح محاولات التواصل معه على مدار أسابيع عديدة. ولم يرد محامي نادر على رسائل تطلب التعليق على المسألة.

    ولم يرد البيت الأبيض أيضاً على طلباتٍ للتعليق. وقال متحدثٌ باسم برويدي في بيانٍ إنَّ مذكرة مديره سُرِقَت عبر عملية اختراقٍ متطورة.

    وقال المتحدث: "لدينا سببٌ للاعتقاد أنَّ عملية الاختراق نُفِّذت وتمت برعاية وكلاء مُسجَّلين وغير مُسجَّلين لقطر يسعون لمعاقبة برويدي على معارضته الشديدة للإرهاب الذي ترعاه الدولة"، مضيفاً أنَّ برويدي وجَّه هذا الاتهام أيضاً في خطابٍ أرسله إلى السفير القطري لدى واشنطن.

    ورفض السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة التعليق. وكان موقع أكسيوس هو أول جهة أفادت باستجواب مولر لنادر.

    ويأتي التحقيق المتعلق بالإمارات وسط نشاطٍ واسع لمولر في الفترة الأخيرة.

    ففي الشهر الماضي، تفاوض المحققون على اتفاقٍ للإقرار بالذنب مقابل تخفيف العقوبة مع ريك غيتس نائب مدير حملة ترامب، ووجَّهوا اتهاماتٍ لـ13 روسياً متعلقة بمخطط لإثارة الخلاف السياسي في الولايات المتحدة قبل انتخابات عام 2016.

     

    رسائل مشفَّرة

     

    وتكشف الصحيفة الأميركية أن علاقة نادر ببرويدي أصبحت ودية بعد تنصيب ترامب، وعرفه إلى الأمير محمد بن زايد.

    بعد ذلك وقعت شركة برويدي الأمنية المعروفة باسم Circinus عقوداً بمئات ملايين الدولارات مع الإمارات العربية المتحدة، وفقاً لما قاله أشخاصٌ يعرفون بأمر الترتيبات.

    وبحلول السادس من أكتوبر/تشرين الأول، بات من الجلي أنَّ علاقة برويدي بالأمير محمد بن زايد ونادر أيضاً صارت قريبة بما يكفي لإرسال مذكرة مفصلة على عنوان بريد إلكتروني مُشفَّر يستخدمه نادر، تسرد تفاصيل تأييده للإمارات أثناء الاجتماع الذي جمعه بترامب في المكتب البيضاوي، في ظهيرة تجولا فيها سوياً في أنحاء البيت الأبيض.

    وقال حليفٌ للبيت الأبيض كان قد اشترك في المبادرات التي نوقشت –اشتملت نقاشاً عن إنشاء وحدة لمكافحة الإرهاب– إنَّ برويدي أرسل المذكرة لأنَّ ولي العهد طلب منه أن يسعى إلى معرفة رأي الرئيس عن الفكرة. وقال هذا الشخص إنَّ برويدي كان يعتقد أنَّ إنشاء هذه الوحدة سيساعد الأمن الأميركي.

    ووفقاً للمذكرة، طلب برويدي من ترامب بإلحاحٍ شديد أن يلتقي سراً بمحمد بن زايد، مُفضلاً أن يلتقيا في مكانٍ غير رسمي خارج البيت الأبيض.

    وكتب برويدي، مستخدماً الأحرف الأولى من اسم الأمير M.B.Z في مذكرته لنادر: "اقترحتُ أنَّ محمد بن زايد يمكنه القدوم إلى الولايات المتحدة قريباً، ويفضل لقاء هادئاً في نيويورك أو نيوجيرسي. ووافق ترامب على أنَّ لقاء بن زايد هو فكرة جيدة".

    وكتب أنَّه أخبر مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر مرتين أنَّ ولي العهد "يفضل مكاناً غير رسمي كي يلتقي هو وترامب وحدهما"، لكنَّ الجنرال ماكماستر أصر على الرفض، و"ابتسم ماكماستر وردَّ قائلاً بأنَّ رؤساء أميركا يُقيمون لقاءاتهم عادةً في البيت الأبيض كما ينص البروتوكول".

    وقال برويدي في المذكرة إنَّه أخبر ترامب بعودته مؤخراً من اجتماعٍ مع ولي العهد، تحدثا فيه عن عمل شركته Circinus في الإمارات، وشرح له برويدي "الخطة المثيرة التي ستغير الأمور، التي رسمها محمد بن زايد لتطوير وحدة لمكافحة الإرهاب"، وأخبر برويدي ترامب بأنَّ بن زايد "استوحاها" من خطابه في مؤتمرٍ بالرياض.

    كان برويدي ناقداً شديداً لقطر، جارة وعدوة ولي العهد. جديرٌ بالذكر أنَّ الإمارات اتهمت قطر الدولة الحليفة لأميركا باستخدام شبكة الجزيرة الإعلامية التابعة لها للترويج للإسلام السياسي، إلى جانب اتهاماتٍ أخرى عديدة.

     


  •