قصة السيد خلفان .!

  •  
  • 2011-11-08
    الإمارات الان
    بعد إلقائه لخطابه في سياق مشاركته في مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج والذي عقد مؤخراً في مملكة البحرين، أثار الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي الكثير من التساؤلات حول الأطروحات الجريئة التي تم طرحها من قبيل سرد المهددات الداخلية والخارجية للأمن الوطني الخليجي، حيث تميزت هذه المشاركة بالجرأة العالية التي فاقت بها مثيلاتها من الأطروحات السابقة.

    إن هذا النوع من الطرح جاء في الوقت المناسب لحال الربيع العربي، إلا إنه ليس بالوقت المناسب في نظر الكثير من صناع القرار؛ ذلك إنه لا ولن يخدم مصالح دول المنطقة في مقاومة التغيير.

    إن أساس تلك التساؤلات هي صيغة واحدة لطالما تغنت بها أبواق الأجهزة الأمنية في الخليج، وتداعت لأجلها فرق كثيرة فقط لترجمة حقيقتي الانتماء والولاء بحسب تصور ورؤية الأجهزة الأمنية، فقامت على الدوام بتخوين كل من يريد المساس بخطوطها الحمر (على زعمها)، واتهامه بعدم الولاء للقيادات السياسية، بل والأدهى من ذلك أن اتهمته بالتبعية والولاء لأنظمة خارجية.

    لذا وفي تصور العديد من النخب الخليجية التي لا تزال تعاني من ممارسات الأجهزة الأمنية يجب أن تطرح العديد من التساؤلات حول ماهية تلك المشاركة وماهية الشخصية التي قامت بالمشاركة:

    فهل يمكن أن يتم اتهام الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي بالتبعية لتنظيمات خارجية أو هل يمكن تخوينه ووصمه بعدم الولاء للقيادة حينما تكلم عن العديد من السياسات الداخلية فضلا عن السياسات الخارجية والتي من المؤكد إنها تعد من الخطوط الحمر عند مسؤولي الأجهزة الأمنية في الدولة؟

    أو لم يقل بأن هناك هدرا للمال العام يجب إيقافه (خط أحمر)؟ إذن فالمال العام يهدر وبوسائل كثيرة ويعتقد الفريق خلفان بوجوب التصدي لذلك الهدر.

    ألم يتحدث أيضاً حول تطوير أنظمة الحكم في الخليج (خط أحمر) ؟ وإنه لا يمكن القبول بفكرة الحاكم مدى الحياة (حتى إن الإصلاحيين لم ينادوا بذلك)؟

    ألم يشر إلى اتساع الفجوة بين الحاكم والمحكوم (خط أحمر)؟ وإن هناك من يفسد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ؟

    ألم يتطرق أيضاً لفقدان العدالة الاجتماعية وعدم سيادة القانون (خط أحمر)؟ وإن فقدان هذين العنصرين يؤدي إلى خلق الضغائن وبالتالي ظهور ردات الفعل.

    ألم يتحدث عن الفساد الاداري والمالي في الوزارات والهيئات والمؤسسات (خط أحمر)؟

    أيضاً ألم يقل بوجود قمع للحريات في الخليج (خط أحمر)؟ وإن هذا القمع ربما يؤدي إلى ظهور ردات فعل غير مرغوب فيها.

    ألم يتكلم عن وجود تسلط وتعسف وطغيان للأجهزة الأمنية في الخليج (خط أحمر)؟ وإن الكثير منهم خارجون عن القانون؟ وإنه لا يجب على الحاكم أو المسؤول أن يأخذ بكلام معظمهم؟ وإنه يجب معاقبة هؤلاء بأقسى العقوبات حسب لفظته.

    تلك بعض من التساؤلات التي ربما تكون هي الأبرز حينما نتحدث عن الصراع بين المطالبين بالإصلاح وبين الرافضين له من بعض أفراد الأجهزة الأمنية، فهل ينطبق الحال على الفريق خلفان في مطالبه التي أشاعها أم إن أحد الأسباب التالية ربما يكون أساسا لقبول أفكار الفريق خلفان عوضا عن غيره :

    ١- بأنه رجل أمن في الأساس وما يخرج منه من تصريحات إنما لها رؤية خاصة وحسابات أخرى يراها الأمنيون أكثر مما تراها الشعوب.

    ٢- بأنه شخصية (فوق القانون) ولا يمكن المساس بها.

    ٣- بأنه ألقى خطابه خارج الدولة وهذا يمكن أن يعفيه من أي مسؤولية قانونية أو حتى سياسية.

    ٤- بأنه لم يكن يقصد أو إنه كان يستثني دولة الامارات في خطابه ذاك.

     

    فقط نستعجب حين يختل ميزان الولاء والانتماء ليكون نوعا من الحلوى التي توزع كيفما شاء من يوزع.

  •