ماذا سنرسل لهم
2012-05-14
ÙÙŠ كتابه «The life of the cell»، «ØÙŠØ§Ø© الخلية» يرسم الكاتبTomas. Lewis «لويس توماس» صورة خيالية أقرب إلى Ø£Ùلام الخيال العلمي، إذ يتصور أن البشر يقيمون علاقة مع مخلوقات تسكن على Ø¥ØØ¯Ù‰ الكواكب البعيدة التي ØªØØªØ§Ø¬ السÙÙ† Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦ÙŠØ© ثلاثمائة عام للوصول إليها، ثم يتساءل ما الشيء الجميل أو الجيد الذي يمكن أن نرسله إلى تلك المخلوقات ويعبر عن إنسانية الإنسان، لكن الكاتب يتوق٠عند اختيار هذا «الشيء» الذي يمكن أن يؤدي المهمة، لأن أي شيء لن يبقى على ØØ§Ù„Ù‡ بعد ثلاثمائة عام، ويتساءل هل نرسل لهم شيئاً من التكنولوجيا؟ إنها ستتغير بلا شك، ÙˆØÙŠÙ† تصل السÙينة يكون ما أرسل إليهم قد Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† Ù…Ø®Ù„ÙØ§Øª التكنولوجيا التي تتغير كل يوم Ùكي٠بهذه المدة الطويلة، ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„ الكاتب أن يختار أشياء Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© من ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ الإنسانية ولكنه يصطدم بمشكلة التغيير الذي يطرأ على ذلك الاختيار ØØªÙ‰ ØÙŠÙ† أنه Ùكر أن يرسل لهم إنساناً لكنه وصل إلى نتيجة أن الإنسان الذي سيصل إلى ذلك الكوكب ÙÙŠ وقت يكون Ùيه الإنسان على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¶ قد تغير ÙÙŠ سلوكه ÙˆØªØµØ±ÙØ§ØªÙ‡ وأÙكاره.
وبعد Ø¨ØØ« طويل اهتدى الكاتب إلى أن الشيء الوØÙŠØ¯ الجميل ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© البشر الذي يمكن أن يرسل للمخلوقات على الكواكب الأخرى ولا يعتريه التغيير ØØªÙ‰ بعد ثلاثمائة عام هو «الموسيقى الكلاسيكيةâ€â€ ويبرر «توماس» ذلك بأن الموسيقى الكلاسيكية تمثل نموذجاً للجانب الروØÙŠ Ù…Ù† الإنسان وهو الجانب الذي لا يمكن لأي تغيير ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© أن يؤثر Ùيه، ÙØ±ØºÙ… موجات التجديد ÙÙŠ الموسيقى بمختل٠أنواعها، ÙØ¥Ù† الكلاسيكية تبقى هي «الغذاء الروØÙŠÂ» الذي ÙŠØØªØ§Ø¬Ù‡ الإنسان، ولسنا ÙÙŠ جدال مع الكاتب أو غيره ÙÙŠ اختياره لما يعبر عن الجانب الروØÙŠØŒ ولكن ما يهمنا من تصوره الخيالي أن هذا الجانب هو المصدر الجميل ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ†Ø§ وبدونه ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ØÙŠØ§Ø© أشبه بمجمع من ØØ¯ÙŠØ¯ الخردة المستهلك الذي تنبعث عنه Ø±Ø§Ø¦ØØ© الصدأ أو Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ المتآكل، لقد سيطرت Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø§Ø¯ÙŠØ© على Ù…Ø³Ø§ØØ© واسعة من ØÙŠØ§Ø© الإنسان ÙÙŠ العهود المتأخرة ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† لا يشكل ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© الØÙŠØ§Ø© إلا ترساً ÙÙŠ عجلة تدور لا يعلم Ø£ØØ¯ ماذا تعمل أو تنتج ومتى ØªØªÙˆÙ‚ÙØŒ وهي ÙÙŠ طريقها تسØÙ‚ الإنسان بكل ضغوطها وإرهاقها ØØªÙ‰ Ø£ØµØ¨Ø Ùيها Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ ÙŠÙØ± من العالم ØÙˆÙ„Ù‡ وأØÙŠØ§Ù†Ø§ من ذاته!!
قد تØÙ‚Ù‚ للإنسان ÙÙŠ العقود الأخيرة من التقدم العلمي والإنجاز التقني ما لم يتØÙ‚Ù‚ خلال ÙƒØ§ÙØ© القرون الماضية مما يعد إنجازاً خارقاً للبشرية، لكن الإنسان ØÙ‚Ù‚ كذلك ÙÙŠ ميدان التدمير للذات وللآخر، ما لم ÙŠØÙ‚قه خلال القرون الماضية أيضاً، Ùقد دمر الطبيعة ونشر التلوث وأقام Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ونشر الصراعات وقسم الناس إلى مجتمعات راقية ومجتمعات Ù…ØªØ®Ù„ÙØ© واستعبد الإنسان بصورة سØÙ‚ Ùيها Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ¹Ø¨ÙØ¯ المستعبَد ÙˆØÙŠÙ† أعطاه ØØ±ÙŠØªÙ‡ سلمه Ù…ÙØªØ§Ø تلك Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© بعد أن صدأت Ø£Ù‚ÙØ§Ù„ها ولم تعد تقبل Ø§Ù„ÙØªØØŒ ÙØ±Ø¶ÙŠ Ù…Ù† خضع أن يستمر ÙÙŠ خضوعه لأنه لا يملك Ù…ÙØ§ØªÙŠØ Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©.
لقد كان القرن التاسع عشر قرن نشوء التÙكير العقلاني، وكان القرن العشرون قرن التطبيق لهذا التÙكير، لكن الواقع يشير إلى أن الإنسان لم يستخدم التÙكير العقلاني بصورته الصØÙŠØØ©ØŒ ÙØÙŠÙ† دمر الطبيعة، ÙˆØÙŠÙ† اخترع أدوات Ø§Ù„ØØ±Ø¨ والقتال التي تكÙÙŠ لتدمير الأرض ثلاثمائة مرة لم يستخدم تÙكيره العقلاني، ÙˆØÙŠÙ† استعبد أخاه الإنسان بسبب لونه أو جنسه أو موقعه الجغراÙÙŠ أو تخلÙÙ‡ الصناعي لم يستخدم تÙكيره العقلاني، وما زالت Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© مستمرة، وهي التي أوصلتا إلى ما Ù†ØÙ† عليه، إنها ليست صورة تشاؤمية على طريقة «مالتوس» ØµØ§ØØ¨ نظرية التشاؤم، لكنها الØÙ‚يقة التي تنطق بها الأرقام ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡Ø§Øª وكلها ترسم تلك الصورة السوداوية لما آلت إليه ØØ§Ù„Ø© البشر، لذا ÙØÙŠÙ† يهرب (Tomas. Lewis) إلى الموسيقى الكلاسيكية ويعتبرها الرسالة الوØÙŠØ¯Ø© التي يمكن أن نبعث بها للمخلوقات الأخرى ونقدمها ÙƒØ£ÙØ¶Ù„ ما عندنا تعبيراً عن الجانب الروØÙŠ Ø¥Ù†Ù…Ø§ يعبر عن ØØ§Ø¬Ø© الإنسان إلى هذا الجانب الذي يمكن أن يعيد له التوازن والاستقرار الذي Ùقده ÙÙŠ ضجيج هذه الØÙŠØ§Ø©ØŒ إن هذا الجانب لا يعني التخلي عن كل ما ØÙ‚قه الإنسان من تقدم وعلوم وتقانة، Ùلا ÙŠØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ عاقل، ولا يمكن أن نتصور الØÙŠØ§Ø© المعاصرة بلا تلك المخترعات العلمية التي ÙˆÙØ±Øª للإنسان Ø±Ø§ØØªÙ‡ ÙˆØ±ÙØ§Ù‡ÙŠØªÙ‡ ÙˆØÙظت له ØµØØªÙ‡ ÙˆØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ ÙØ§Ù„تقدم الذي ØÙ‚قه الإنسان إنجاز لا يمكن التنازل عنه ØªØØª أي مسمى، لكن ما ÙŠØØªØ§Ø¬Ù‡ الإنسان ليكمل Ùيه إنسانيته أن يوازن بين هروبه السريع إلى الأمام المجهول ÙˆØÙŠØ§ØªÙ‡ الروØÙŠØ© التي تØÙظ له توازنه واستقراره، وقد تكون تلك «الروØÙŠØ©Â» ÙÙŠ عودة الإنسان إلى ذاته الإنسانية ÙŠØ¨ØØ« عنها بعد أن Ø§ÙØªÙ‚دها ليشعر باستقرار وطمأنينة أو تكون تلك العودة إلى معتقده الديني أو الÙكري الذي ÙŠÙˆÙØ± للإنسان الإجابة على كثير من تساؤلاته عن ÙƒÙŠÙØŸ ولم؟ وأين؟ ومتى؟ ØØªÙ‰ تعود سÙينة الإنسان تشق عنان الØÙŠØ§Ø© غير عابئة بأمواج Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù‡Ø§ قد نجد ما يمكن أن نرسله لغيرنا ولن يجد ((Tomas. Lewis تعباً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عما يرسله.