اتركوني.. أنا ووطني Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù…!
2012-04-30
ألا ترون مثلي أن الوطن ÙÙŠ بلادي صار مثل المرأة ÙÙŠ بلادي، ÙŠØØ§ÙˆÙ„ كل ÙˆØ§ØØ¯ أن ÙŠÙØ±Ø¶ وصايته عليه ويقيده بقيوده الخاصة ØªØØª ØØ¬Ø© Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ورعاية Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ©ØŸ!
نواجه أشكالاً عجيبة من الوصاية على الوطنية ولأن الوطن ØÙ„يم ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ والقضاء ÙØ¹Ù‘ال Ùˆ(رهيب)ØŒ نجد أن تهمة التخوين أشد رواجاً من علب البيبسي، Ùما أسهل أن ØªÙØ¹ØªØ¨Ø± خائناً للوطن إذا ØªØØ¯Ø«Øª عن ÙØ³Ø§Ø¯ Ùلان Ø¨ØµÙØªÙ‡ من الكبراء المتنÙّذين ÙÙŠ الدولة، وأنت أيضاً خائن لأنك ØªØªØØ¯Ø« عن إخراج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال، ولكنك لن تسلم من وص٠الخيانة إن دعوت لعكس ذلك بتكبيلها ÙÙŠ البيت وتعطيل قدراتها، وبطريقة٠ما -عجيبة ومبتكرة- توص٠بخيانة الوطن إذا وقعت ÙÙŠ خطأ ديني مستعظم كأن الوطن هو الدين، وأما إن كنت من سيئي Ø§Ù„ØØ¸ ذوي الأصول الأجنبية ÙØ¥Ù† Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„Ø®ÙŠØ§Ù†Ø© سيلاØÙ‚Ùƒ عند كل خطأ ترتكبه وسوء النية Ù…ÙØªØ±Ø¶ ÙÙŠ كل ما تقوله ÙˆØªÙØ¹Ù„ه، وهكذا… لا تنتهي أسباب التخوين وأشكاله.
لماذا صار Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ غريباً ÙÙŠ وطنه، مكبلاً ÙÙŠ بيته؟ اتركونا Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù… مع الوطن، نعاتبه ويعاتبنا، اتركونا نأخذ Ùيه Ø±Ø§ØØªÙ†Ø§ Ùلا وطن لنا آخر سواه، نريد أن نقضي أيامنا معه كزوجين عاشقَين أكملا معاً عامهما الثلاثين أو الأربعين، Ùهما لا ينÙكان يتشاجران ØµØ¨Ø§ØØ§Ù‹ ومساءً ولكن Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا لا يطيق عن الآخر صبراً.
اتركونا Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù… مع الوطن، Ù†ØÙ† من يعشقه ونØÙ† من يلومه، -يمكنكم أيها الأغراب- امتداØÙ‡ كما شئتم ÙØ³Ù†Ø´ÙƒØ±ÙƒÙ…ØŒ ولكننا Ù†ØÙ† Ø£ØµØØ§Ø¨ الØÙ‚ Ø§Ù„ØØµØ±ÙŠ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عنه بالسوء، Ù†ØÙ† كالأب يضرب ولده لتأديبه لكنه يكسر يد من ÙŠØØ§ÙˆÙ„ ÙØ¹Ù„ ذلك، ونØÙ† أيضاً كالطÙÙ„ يشتم أباه ØªØØª مخدته Ù„ØØ¸Ø© الغضب، ÙˆÙÙŠ المدرسة ÙŠØ¬Ø±Ø Ø±Ø£Ø³ زميله الذي شتم أباه.
اتركونا Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù… مع الوطن، Ù†ÙØ¯ÙŠÙ‡ بأرواØÙ†Ø§ وإن كنا نصب عليه جام غضبنا، ولا تزعجونا بمثاليتكم أيها الأدعياء للوطنية اللائذين بالبلاد الأجنبية، متجنبين ØØ±Ø§Ø±Ø© شمسنا ÙˆØØ±Ø§Ø±Ø© ظلنا ÙˆØØ±Ø§Ø±Ø© مائنا ودمائنا، أنتم ÙÙŠ أبراجكم العاجية تنظرون إلينا نصول ونجول ÙÙŠ الميدان وتقولون لنا «اصبروا وصابروا ورابطوا» ثم تقضمون قضمةً من ØªÙØ§ØØ© طازجة نسمع بها ولا نراها.
اتركونا Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù… مع الوطن، Ù†ØÙ† أدرى بشعابه التي لا Ù…ÙØ± لنا منها، وأكثر اهتماماً بسد ÙØ¬ÙˆØ§Øª سدوده كيلا ØªÙ†ÙØ¬Ø± سيوله علينا ÙØªØºØ±Ù‚نا، اخرسوا عن مواساتكم Ø§Ù„Ø²Ø§Ø¦ÙØ© لنا يا أدعياء الوطنية من ذوي الجوازات الملونة، ÙØ¥Ù†ÙƒÙ… تعلمون خصوصيتكم علينا وميل وطننا إليكم دوننا، وتعلمون أنكم ØÙŠÙ† ينهار السد أو ÙŠÙيض النهر Ø³Ù†Ø³Ø¨Ø Ù†ØÙ† بستراتنا «الخضراء» تنجو بمن نجا وتغرق بمن غرق، بينما تستقلون أنتم زوارقكم الزرقاء Ø§Ù„ÙØ§Ø®Ø±Ø© – أو أيَّاً كان لونها – إلى ØÙŠØ« لا خو٠عليكم ولا أنتم ØªØØ²Ù†ÙˆÙ†.
اتركونا Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù… مع الوطن، إخلاصنا له خال٠من Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø´Ø®ØµÙŠØ©ØŒ وبعيد عن المناÙقة ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ¹ÙŠØ©ØŒ تغريدنا Ø¨ØØ¨Ù‡ عذبٌ، Ùلا تسمعونا أصوات طبولكم المنكرة أيها المÙقتاتون من التملق، لا تنصØÙˆÙ†Ø§ ولا تعطÙوا علينا Ùˆ- من باب أولى- لا تزجرونا عن معاتبة وطننا أو ØØªÙ‰ مشاتمته، من أنتم ÙÙŠ الإخلاص للوطن؟ أنتم بطاقات مسبقة Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ ÙƒÙØ´Ø·Øª ÙØ§Ù†ÙƒØ´Ùت أرقامها وضاعت قيمتها.
ياللوطنية المسكينة! لقد هزÙلت ØØªÙ‰ بدا من Ù‡ÙØ²ÙŽØ§Ù„ها ÙƒÙلاها ÙˆØØªÙ‰ سامها كل Ù…Ùلس، هذا الوطن لا يتكلم عن الإخلاص له ÙˆØØ¨Ù‡ إلا من يصطلي بويلاته كما ÙŠÙØ±Ø بخيراته، ÙˆÙÙŠ الÙقه يقولون «الغÙنم Ø¨Ø§Ù„ØºÙØ±Ù…»، وأما أولئك النائين عمّا ينالنا من نَصَب٠إما بمÙقام خارج الوطن أو بوسائل هروب جاهزة وقت الأزمات أو بدروع٠صنعوها من جلود وجوههم، Ùليسوا ØÙŽÙƒÙŽÙ…اً على وطنيتنا ولا مقياساً لولائنا ولا أهلاً لتخويننا.
الوطن هو أبونا أيها Ø§Ù„Ø´Ø±ÙØ§Ø¡ØŒ ومادام أبي وأبوك ÙˆØ§ØØ¯Ø§ Ùلا يؤثر ÙÙŠ انتسابنا إليه اختلا٠أذواقنا أو طبقاتنا أو أنساب أمهاتنا، بل ولا يشكك ÙÙŠ ØµØØ© نسبنا إليه اختلا٠مذاهبنا الÙكرية والسياسية، ولا ØØªÙ‰ اختلا٠أدياننا، Ù„Ù†ØªÙ†Ø§ØµØ ÙˆÙ†ØªØ¹Ø§ØªØ¨ ونتشاتم إذا اقتضى الأمر لكن دون تعريض بالولاء للوطن، ÙØ§Ù„تخوين لا يجوز أن يكون وسيلة للإرهاب أو تغيير الأÙكار، إنه ليس سلعةً قابلة للتداول، بل هو سكينٌ ذات ØØ¯ÙŠÙ† إذا Ø·ÙØ¹Ù† بها Ø§Ù†Ø¬Ø±Ø Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¹Ù† والمطعون.
المواطَنة معادلة Ø·Ø±ÙØ§Ù‡Ø§: المواطن والوطن، لكل منهما ØÙ‚وق وواجبات، وكل منهما لا يستØÙ‚ ØÙ‚وقه إذا لم ÙŠÙØ¤Ø¯ واجباته، ÙØ¥Ø°Ø§ رأيتموني أعاتب وطني على تقصيره ÙÙŠ ØÙ‚ÙŠ مع قيامي بواجباته Ùلا تتدخلوا بيننا، اتركوني، أنا ووطني Ù†ØªÙØ§Ù‡Ù…!
*الشرق القطرية