....لا تتصرفوا كآلهة!

  •  
  • 2012-04-28
    الإمارات الان
    الحرية ليست ترفا كما يعتقد البعض يمكن استبدالها بامتيازات تقدمها الدولة النفطية لشعبها حتى وإن بلغت تلك الامتيازات مرحلة إسقاط كل رسوم الخدمات عن المواطنين، ورفع معدل دخل الفرد إلى مصاف الدول المتقدمة، فالحرية تبقى حاجة محورية للشعوب ستطالب بها في أي لحظة، بغض النظر عن كل تلك الامتيازات.
    هذه التوطئة رد على بعض الإخوة في الإمارات العربية المتحدة ممن انزعجوا من النقد الموجه لحكومة الإمارات على خلفية اعتقال بعض المواطنين وسحب جنسيات آخرين، وما يتردد عن خطف قاض ووضع أحد الشيوخ تحت الإقامة الجبرية في منزله، بأن كل تلك الإجراءات لن توقف المطالبات بالحرية.
    من انزعجوا من النقد إما أنهم آلهة لا يجوز انتقادها، وهي منزهة عن كل الأخطاء، وإما أنهم من أولئك المستفيدين من مجاورة «السعيد» ولا يهمهم في ذلك الحال أن يزج غيرهم في السجون أو ينكل بهم أو أن يسلبوا حقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية، كما يقضي بذلك الدين الإسلامي الحنيف والشرعة الدولية.
    التجارب كثيرة بعضها بعيد وبعضها قريب، وكلها تؤكد حتمية تاريخية واحدة هي أن الحرية حاجة إنسانية تشبه إلى حد كبير الهواء الذي يتنفسه الإنسان، وأن التنازل عنها ضرب من الخيال مهما كانت التضحيات جساما، ومادام ذلك هو واقع الحال فلماذا نسلك نفس المسارات الفاشلة التي تبنتها أنظمة أخرى في مواجهة المطالبات الشعبية.
    التجربتان المغربية والعمانية جديرتان بالدراسة من جانب بعض دول الخليج العربية، وإن اختلفت مضامينهما خاصة من جانب دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين، فربما تحملان من الأفكار ما يمكن أن يساعد على «حلحلة» الأوضاع المحتقنة لديهما، فهما أي تلك التجربتين نسجت محتوياتهما بهدوء أذهل كل المراقبين ونزع فتيل أزمة كان يمكن أن تنشب، ووفر على كل الأطراف الخسائر المعنوية والبشرية.

    * الكويتية

  •