ماذا يجري في الإمارات؟!

  •  
  • 2012-04-22
    الإمارات الان
    عندما وجه سؤال إلى الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن إمكانية وصول الربيع العربي إلى مصر أجاب «مصر مش تونس»، وهكذا توالت الإجابات من الأنظمة العربية كلها تقول «بلدي غير» باستثناء الكويت طبعا، فقد قال بعضهم إن الربيع بدأ في الكويت منذ وقت طويل، ولا أعرف عن أي ربيع يتحدثون، كل ما أراه خريف مزمن!
    كل الدول الصغيرة كانت متعلقة برداء النظام الديكتاتوري السابق في مصر، فقد كان يوفر لهم الحماية بالوكالة عن الغرب بشكل عام وعن الولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، بما في ذلك إسرائيل، واليوم بعد أن طوي ذلك الرداء لم يعد أمام تلك الدول الصغيرة سوى فتح حوار مع شعوبها والاستماع لهم، وقد استوعب تلك الحقيقة البعض فيما عجز عن فهمها البعض الآخر.
    الإمارات العربية المتحدة إحدى تلك الدول الصغيرة التي كانت تعيش على «حس» النظام المصري السابق، كما يقال في اللهجة المصرية، وعندما سقط ذلك النظام توقعنا أن تفهم ما يدور حولها وتسبق الآخرين ممن اشتعلت لديهم ثورات واحتاج إطفاؤها إلى درع الجزيرة، لكنها أبت ذلك وقررت السير في اتجاه واحد سلكه قبلها كثيرون لكنهم لم يعودوا منه.
    بالأمس اعتقلت السلطات الإماراتية رئيس الإصلاح الشيخ سلطان كايد القاسمي، وقبل ذلك اختطف القاضي أحمد الزعابي لأنه سأل عن حال زميل له معتقل، وقبل كل ذلك سحبت جنسيات مواطنين وسجنوا لأنهم لم يوقعوا على تعهد يسقط عنهم التبعية لدولة الإمارات ويربطهم بدول أخرى، ولا أحد يعرف حتى الآن إلى أين ستصل تلك المواجهة مع الشعب الإماراتي، وعلى حساب ماذا تكون؟
    قالت العرب قديما «العاقل من اتعظ بغيره»، ومادام هناك كل ذلك الكم من الأمثلة على أن طريق العنف لا يولد سوى العنف، فيجدر بالسلطات في الإمارات استيعاب تلك الحكمة وتلك الأمثلة من أجل مصلحتها، فنظام القذافي على شدة بطشه لم يبق، وكذلك نظام زين العابدين، فكيف سيبقى من كان معلقا بالآخرين.
     * نقلا عن جريدة الكويتية

  •