من أجل كرامة المواطن
2012-04-20
تشهد دولة الامارات هذه الايام ØØ±Ø§ÙƒØ§Ù‹ Ùكرياً ØÙ‚وقياً اعلامياً غير مسبوق، وذلك منذ صدور مرسوم إسقاط جنسية ستة من مواطني الإمارات، والسابع الذي قبلهم. وهؤلاء السبعة من المعروÙين بخدمتهم لوطنهم والمنادين Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠ. ولعل أبرز Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ§Øª التي ÙŠØªØ¶Ø Ùيها هذا Ø§Ù„ØØ±Ø§Ùƒ هي Ø³Ø§ØØ© الانترنت، التي تØÙˆÙ„ت إلى ميدان Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± Ø§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ÙŠ Ù„Ø´Ø¨Ø§Ø¨ الامارات Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن ØÙ‚وقهم المدنية. وقد انقسم Ø§Ù„ØØ±Ø§Ùƒ على جبهتين متضادتين، جبهة ترى عدم جواز إسقاط الجنسية عن هؤلاء السبعة، ويقود هذه الجبهة مجموعة من رجالات المجتمع من أطيا٠Ùكرية متنوعة ومن ضمنهم دعاة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø³Ø¨Ø¹Ø©. وجبهة أخرى ترى وجوب الانصياع التام للمرسوم وأن هؤلاء السبعة يستØÙ‚ون هذه العقوبة وإن كانت قاسية، ويقود هذه الجبهة مجموعة على رأسها جهاز أمن الدولة وخاصة المسؤولين عن Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© التيارات الÙكرية المجتمعية.
إن ÙˆÙ‚ÙØ© متأنية أمام هذا Ø§Ù„ØØ¯Ø« تبين ÙØ¯Ø§ØØ© خطره على واقع ومستقبل دولتنا الغالية، ÙØ§Ù„وطن بالمعنى المجرد يتكون أساساً من أرض وبشر، وإن Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التي Ù†ÙØ±Ø· Ùيها Ø¨ÙˆØ§ØØ¯ من البشر من إخواننا مواطني هذه الأرض الطيبة، لا تختل٠عن Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التي Ù†ÙØ±Ø· Ùيها بقطعة من أرض الوطن. Ùمن ÙŠØÙ…ÙŠ أرض الوطن إلا الرجال الذين عشقوه وأيقنوا أن "من مات دون أرضه Ùهو شهيد".
إن الموت أهون على الإنسان من أن تسقط جنسيته، ثم يتبع ذلك بØÙ…لة إعلامية شعواء لتشويه صورته، وأي جانب من الصورة؟ إنها ولاءه لوطنه، وطنه الذي ÙŠÙØ¯ÙŠÙ‡ بالغالي والرخيص. يا ترى ما هو مقدار الهم والهوان الذي أصاب أهل أولئك السبعة وأبنائهم؟ بل يا تري ما هو شعور أبناء قبائلهم ومثيلاتها الذين وصÙوا بأنهم ليسوا من "الأصلاء" أو من "رس" البلد؟ كي٠سيأمنون سي٠السلطة المسلط عليهم؟ وكي٠سيساهمون ÙÙŠ بناء الوطن والتضØÙŠØ© من أجله؟
إن جهاز الأمن الذي تبنى هذا القرار الجائر لتقديمه أمام ØµØ§ØØ¨ السمو الوالد الشيخ Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØÙظه الله، لا يؤتمن أن يتبنى غداً أي قرار آخر غير Ù…ØØ³ÙˆØ¨ العواقب على أمن الوطن وكرامة المواطن. وإن الظلم الذي أصاب هؤلاء السبعة يمكن أن يتوسع وتتعدد أشكاله ولا يسلم منه Ø£ØØ¯ØŒ كبيراً كان أو صغيراً. ÙˆØÙŠÙ†Ù‡Ø§ØŒ لا قدر الله، سيقول القائل: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". Ùليس للظلم ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ وكلما اغتصب قطعة زادت شراهته لاغتصاب قطعة أخرى. وإذا استمر تقديس القرارات الخÙية لهذا الجهاز ÙØ³ÙŠØ£ØªÙŠ ØºØ¯Ø§Ù‹ على جميع مكتسبات الوطن ÙÙŠ ØØ±ÙŠØ© الإنسان وكرامته.
لعل قضية المواطنين السبعة الذين أسقطت جنسياتهم هي التي Ø·ÙØª على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ù‡Ø°Ù‡ الأيام ÙˆØ£ØµØ¨ØØª قضية رأي عام، ولكن الØÙ‚يقة أنها ØÙ„قة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ضمن سلسلة من إجراءات التضييق والظلم الذي يمارس على جميع المؤسسات الأهلية والرسمية، ومن ضمنها دعوة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© لدى الجميع بمنهجها الوسطي ÙÙŠ التعامل مع شؤون الدين والدنيا، وذلك بدءاً بإغلاق جمعية Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙˆØ¬ÙŠÙ‡ الاجتماعي عام 1994 ومروراً بإبعاد أعضائها عن وظائÙهم الØÙƒÙˆÙ…ية ومنع أبنائهم من البعثات وإغلاق شركاتهم ووق٠تسجيل بيوتهم الخاصة إلى غير ذلك من الأساليب التي يضيق المقام هنا على ذكرها. وكان موق٠دعوة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ الامارات تجاه هذه الممارسات هو تجرع الألم والصبر عليه والتواصل مع المسؤولين، أملاً ÙÙŠ إعادة المياه إلى مجاريها وبناء صيغة Ù„Ù„ØªÙØ§Ù‡Ù… مع المسؤولين وإبعاد أثر دسائس Ø§Ù„ØØ§Ù‚دين وكيد الشياطين. ولكن يؤسÙنا أن جميع Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات التواصل قد أوصدت أمامها الأبواب، واستمر مسلسل التضييق ØØªÙ‰ وصل اليوم إلى Ø³Ù„Ø§Ø Ø¥Ø³Ù‚Ø§Ø· جنسية المواطنين وقذÙهم بعدم الولاء لوطنهم.
إن إسقاط جنسية المواطن بهذه الصورة لا يؤذي المواطنين السبعة ÙØØ³Ø¨ØŒ بل يهدد بنية الدولة وتماسك المجتمع بأكمله، ويهين كرامة المواطن أمام الجاليات Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯Ø© التي تجد خلÙها دولاً ØªØØ§Ùظ على ØÙ‚وقها وكرامتها. ÙØ¬Ù†Ø³ÙŠØ© المواطن وولاءه لوطنه لا بد أن يبقى خطاً Ø£ØÙ…ر أمام تدخل أي مسؤول ÙÙŠ الدولة ولا تستخدم ÙÙŠ تصÙية Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª بين Ø§Ù„Ø£Ø·Ø±Ø§Ù Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ ÙØ¥Ù† الخلا٠بين البشر أمر طبيعي وسيستمر إلى يوم الدين، ولذلك أكد الدستور على أن "المساواة والعدالة الاجتماعية وتوÙير الأمن والطمأنينة، ÙˆØªÙƒØ§ÙØ¤ Ø§Ù„ÙØ±Øµ لجميع المواطنين من دعامات المجتمع".
لقد تغير الزمان، وشعوبنا لم تعد بسيطة بدائية، ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙˆØ¹ÙŠÙ‡Ø§ بØÙ‚وقها ليس كما كان ÙÙŠ زمن الآباء والأجداد، وانكسر ØØ§Ø¬Ø² الخو٠وانتهى، Ùلا نكسر ØØ§Ø¬Ø² Ø§Ù„ØØ¨ ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… بأيدينا، والامارات ليست كوكباً مستقلاً عن المØÙŠØ· العربي الذي ØÙˆÙ„ها، ولذلك لزم Ø§Ù„ØªÙ†Ø§ØµØ ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ù‡Ù… الناضج الجريء بين الراعي والرعية، "وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"ØŒ هذا إذا أردنا بØÙ‚ لوطننا الخير ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± والمستقبل.
إن دعوة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø±ØºÙ… ما تواجهه من عنت وابتلاء ÙÙŠ سبيل دينها ووطنها والانسان الاماراتي الكريم، ستبقى متمسكة بمنهجها الوسطي المعتدل، ØØ±ÙŠØµØ© على رضى الله عز وجل أولاً وأخيراً، ثم وطنها العزيز ثم قيادتها الرشيدة. ستبقى دعوة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§ØØŒ كما كانت دائماً، باسطة يدها لأي مبادرة تØÙ‚Ù‚ Ù…ØµÙ„ØØ© الوطن، وذلك ليس من باب Ø§Ù„ØªÙØ¶Ù„ والمنة بل من باب الواجب والمسؤولية الشرعية والوطنية.
إنني بكلمتي هذه أخاطب:
Ø£ØµØØ§Ø¨ السمو ØÙƒØ§Ù… الامارات أعضاء المجلس الأعلى وأولياء العهود ØÙظهم الله ورعاهم جميعاً،
وعلى رأسهم ØµØ§ØØ¨ السمو الوالد الشيخ Ø®Ù„ÙŠÙØ© بن زايد رئيس الدولة، ØµØ§ØØ¨ القلب الأبوي الØÙ„يم والعقل الØÙƒÙŠÙ…ØŒ صمام الأمان ÙÙŠ هذه الدولة المباركة، ØÙظه الله وسدد خطاه إلى كل خير،
وإلى جميع العقلاء المخلصين الذين يصلون إلى مجالس Ø£ØµØØ§Ø¨ السمو ويثقون ÙÙŠ ØÙƒÙ…تهم،
أن يكون ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ØØ¯Ø« الجلل، ØØ¯Ø§Ù‹ ÙØ§ØµÙ„اً بين مهانة المواطن وبين كرامته، إننا Ø¨ØØ§Ø¬Ø© الى ÙˆÙ‚ÙØ© جادة عاجلة تعيد الØÙ‚ الى نصابه، ومبادرة ØÙƒÙŠÙ…Ø© توازن بين هيبة الدولة من جهة وكرامة المواطن من جهة أخرى. مبادرة تعيد جنسية المواطنين السبعة الذين اسقطت جنسياتهم، وترد اعتبارهم، كما أنها لابد أن تتضمن علاجاً ناجعاً جريئاً لسبب المشكلة لكي لا تتكرر مرة أخرى ÙÙŠ هذه الصورة أو صور أخرى، وذلك "Ø¨ØªØØ±ÙŠØ± الØÙŠØ§Ø© المدنية من الهيمنة الأمنية" ÙˆØ§Ù„ØØ¯ من الصلاØÙŠØ§Øª المطلقة لجهاز الأمن. كما لابد من وضع الأنظمة المØÙƒÙ…Ø© التي تضبط هذا الجهاز المهم والرقابة عليه، واخضاعه للمساءلة القضائية النزيهة المستقلة، وذلك صيانة لكرامة الانسان ÙÙŠ الدولة ÙˆØÙظه من الظلم والمهانة.
وأخيراً اذكر Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ù…Ù‚ØµØ±Ø© وإخواني دعاة Ø§Ù„Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø¨Ø£Ù† يلجؤوا إلى الله عز وجل، ويتضرعوا إليه Ù„ÙŠØ±ÙØ¹ عنهم البلاء ÙˆÙŠØºÙØ± لهم ويتقبل أعمالهم، ÙˆÙŠØ±ÙØ¹ شأن وطنهم ويØÙظه من كل سوء، إنه نعم المولى ونعم النصير.