الثورة السورية ÙÙŠ قاموس إيران ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§
2012-04-16
ÙÙŠ توقيت متزامن، خرج رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأمين العام Ù„ØØ²Ø¨ الله ØØ³Ù† نصر الله وعدد من القادة الإيرانيين يبشرون بأن Ùكرة إسقاط النظام السوري بالقوة قد انتهت عمليا، وليس أمام الجميع سوى السعي Ù„ØÙ„ سياسي، وهو ØÙ„ لا ØØ§Ø¬Ø© للكثير من الذكاء لكي ندرك أنه ينطوي برأيهم على بقاء بشار الأسد والبنية الطائÙية التي تتØÙƒÙ… بالبلد مقابل Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تلبي Ø§Ù„ØØ¯ الأدنى من Ø·Ù…ÙˆØØ§Øª غالبية الشعب السوري.
لا ØØ§Ø¬Ø© إلى القول إن شعور الأطرا٠إياها بعدم جدية الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© والغرب (تبعا للكيان الصهيوني بالطبع) ÙÙŠ إسقاط النظام بالقوة هو الذي يمنØÙ‡Ù… مزيدا من الأمل ببقائه، لكن الأهم ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± هذه Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª المتزامنة والمتوالية إنما يعود إلى وجود مخاو٠جدية من انهيار النظام من الداخل، لا سيما أنهم يدركون أن الأنظمة التي تعتمد على بنية أمنية وطائÙية (Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الأقلية) يمكن أن تنهار ÙÙŠ أية Ù„ØØ¸Ø©ØŒ وهم لذلك يبعثون رسائل طمأنة وإسناد تضا٠إلى الدعم الأمني والعسكري والسياسي والمالي للنظام ØØªÙ‰ لا ينهار من الداخل بعد قناعة الناس Ø¨Ø§Ø³ØªØØ§Ù„Ø© بقائه.
وللتذكير ÙÙ†ØÙ† إزاء دعم واسع النطاق يشمل المشاركة المباشرة ÙÙŠ قمع Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ø§Øª وإدارة المعركة برمتها يقدمه الإيرانيون ÙˆØØ²Ø¨ الله بشكل خاص، وهو دعم لم يعد من الأسرار المكتومة، إذ ØªØªØØ¯Ø« عنه دوائر داخلية وخارجية بكثير من Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ ÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù†.
لا يخلو ØØ¯ÙŠØ« الأطرا٠إياها عن سقوط الخيار العسكري ÙÙŠ إسقاط النظام من رسائل للداخل، بخاصة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„تين العراقية واللبنانية، ÙˆØÙŠØ« يدرك Ø§Ù„Ø·Ø±ÙØ§Ù† الشيعيان اللذان يتØÙƒÙ…ان بالوضع ÙÙŠ البلدين مدى Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى طمأنة جمهورهما الداخلي الذي يشعر بالخو٠من تداعيات ما يجري ÙÙŠ سوريا، وأن سقوط النظام ÙÙŠ سوريا سيعني منظومة عربية وإقليمية جديدة لن تمكنهما من الاستمرار ÙÙŠ سياسة الإقصاء والتهميش التي يعتمدانها ÙÙŠ التعاطي مع المكون السني ÙÙŠ العراق ولبنان.
توقيت Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª إياها كان على ما يبدو ذا صلة بنتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي Ù…Ù†Ø Ø¯Ø¹Ù…Ø§ معتبرا للمعارضة السورية، من بينها الاعترا٠بالمجلس الوطني ممثلا للسوريين، ÙØ¶Ù„ا عن دعم مالي شكل ضغطا قويا على أعصاب النظام ومن يقÙون ÙÙŠ صÙÙ‡ ÙÙŠ الداخل، ولذلك كان ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© إلى Ø¯ÙØ¹Ø© دعم معنوي تمنØÙ‡ بعض الثقة بالبقاء.
الأكثر إثارة Ùيما تابعنا يتمثل ÙÙŠ ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª المالكي التي لا تخلو من Ø§Ù„ÙˆÙ‚Ø§ØØ© ÙÙŠ التعاطي مع المل٠السوري، ليس Ùقط لجهة تأكيده بأن النظام لن يسقط بالقوة، وإنما أيضا لجهة إدانة التدخل الخارجي ومسار Ø§Ù„Ø¹Ù†ÙØŒ ÙÙŠ تجاهل Ø³Ø§ÙØ± لتاريخه، أولا ÙÙŠ سياق استخدام Ø§Ù„Ø¹Ù†ÙØŒ هو الذي ÙØ¬Ø± Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© العراقية ÙÙŠ بيروت عام 81 (استهدا٠للمدنيين) ÙˆÙ†ÙØ° عمليات عسكرية كثيرة ضد النظام ÙÙŠ العراق ØªØØª Ù„Ø§ÙØªØ© ØØ²Ø¨ الدعوة الذي ورثه لاØÙ‚ا، وثانيا ÙÙŠ سياق استجلاب التدخل الخارجي والمجيء على ظهر الدبابة الأميركية، مع علمنا أن نظام صدام ØØ³ÙŠÙ† كان أكثر مبدأية ÙÙŠ المقاومة والممانعة من النظام السوري، ولو قدم للأميركان وللإسرائيليين ما قدمه معمر القذاÙÙŠ أو تقدم إليهم بعروض رامي مخلو٠وبشار الأسد لكان اليوم سيدا ÙÙŠ قصره (للتذكير Ùقط، ÙÙ†ØÙ† لم نجامل يوما ÙÙŠ Ø±ÙØ¶Ù†Ø§ لدكتاتورية نظام صدام).
لم يتوق٠المالكي عند ذلك، بل تجاوزه إلى هجاء الدول العربية التي تق٠إلى جانب الثورة السورية، مع أنها ÙˆÙ‚ÙØ© متواضعة ØØªÙ‰ الآن، ØÙŠØ« ذهب إلى التذكير بتهميش الأقلية الشيعية ÙÙŠ السعودية، متجاهلا ما ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ هو بأكثر من ثلث سكان العراق (أعني العرب السنة)ØŒ ومتجاهلا تهميش السنة ÙÙŠ إيران، مع أن وضع Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† يبدو Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ§ لجهة أن الشيعة يشكلون أكثر من نص٠السكان بقليل ÙÙŠ منظومة خليجية سنية، بينما السنة ÙÙŠ سوريا هم الغالبية الساØÙ‚ة، من دون التقليل من شأن المطالب المØÙ‚Ø© لشيعة Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ØŒ والتي كانت سابقة على الربيع العربي، وتأخذ ÙÙŠ الغالب شكل النزاع الطائÙÙŠ.
المالكي قبل ØªØµØ±ÙŠØØ§ØªÙ‡ الأخيرة كان قد ØªØØ¯Ø« ÙÙŠ مقابلة مع صØÙŠÙØ© العالم البغدادية عن أن "لبنان سيكون ÙÙŠ وضع ØØ±Ø¬ عندما يأتي نظام طائÙÙŠ ÙÙŠ سوريا"ØŒ ولعمري كي٠يمكن لنظام يتسيَّده ثلاثة أرباع السكان أن يكون طائÙيا، هو الذي تعلن مكوناته من قوى المعارضة أنها ضد الإقصاء لأي Ø·Ø±ÙØŒ وهل نسي المالكي تصنيÙÙ‡ ومن معه Ù„ØÙƒÙ… صدام بأنه استعمار سنّي، مع أن نسبة الشيعة ÙÙŠ العراق لا توازي Ø¨ØØ§Ù„ نسبة السنة ÙÙŠ سوريا؟
أما قوله إن تركيا تريد أن تتمدد وتتوسع ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± موق٠الأخيرة (هو موق٠عالي السق٠كلاما ومتواضع Ø§Ù„Ø³Ù‚Ù ÙØ¹Ù„ا)ØŒ Ùيبدو مثيرا للسخرية، لأن إيران هي التي ينطبق عليها هذا القول، ÙÙŠ ØÙŠÙ† تركز تركيا على Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØªØ¬Ø§Ø±ÙŠØ© أكثر من السياسية، وإن كان من ØÙ‚ها Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن دور ØÙŠÙˆÙŠ Ù„Ù‡Ø§ ÙÙŠ الإقليم لا يتجاوز على الوضع العربي كما ØªÙØ¹Ù„ إيران، لأن من Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ Ù„Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ± الثلاثة (العرب، وإيران، وتركيا) التعايش ÙˆØØ³Ù† الجوار، بدل Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙƒÙØ© والعداء.
إنه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ المذهبي ÙÙŠ أسوأ تجلياته، ذلك الذي لا يمكن للعقل أن يستبعده ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± مواق٠إيران والمالكي ÙˆØØ²Ø¨ الله، وأي ØØ¯ÙŠØ« آخر لا يعدو أن يكون ضربا من الهراء الذي لا يخÙÙŠ الØÙ‚يقة بأي ØØ§Ù„.
هل يقبل منطق الدين (منطق المذهب أيضا) الوقو٠ضد شعب ثائر ضد الظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والدكتاتورية، لا سيما من أناس يتغنون ليل نهار Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد (رضوان الله عليه) الذي واجه يزيدا وجيوش الأخير ØªÙØªØ الأمصار وتواجه أعداء الأمة، ما يعني أن أساس الثورة هو الظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ وهل يقبل منطق المقاومة الوقو٠ضد شعب عظيم ÙŠØØ¨ المقاومة وينتمي إليها، لكنه يريد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والكرامة مثل سائر الشعوب العربية الأخرى، وجاءت ثورته ضمن سياق الربيع العربي وليست مؤامرة على المقاومة والممانعة كما يزعمون ومعهم أبواق عالية الصوت، هامشية Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ الشعبي العربي؟
هو موق٠ساقط بمعيار السياسة أيضا، ليس Ùقط لأن إيران ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¡Ù‡Ø§ لن يتمكنوا من ØÙ…اية النظام من السقوط، بل أيضا لأن خسارتهم لجماهير المسلمين (السنة)ØŒ وهم غالبية الأمة لا يوازيها بقاء النظام الذي لو بقي سيكون Ø¶Ø¹ÙŠÙØ§ أمام العدو وأمام الداخل، ولا تسأل عن ØÙ‚يقة أن بقاءه ستكون له تبعاته الكبيرة على الصراع المذهبي الذي سيصيب إيران ومن معها أكثر من بقية الأمة، مع أن الجميع سيخسر من دون شك، بينما ÙŠØ±Ø¨Ø Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø¯Ø§Ø¡ØŒ أقله ÙÙŠ المدى القريب والمتوسط.
ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ أن مواق٠إيران ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ لن تØÙ…ÙŠ النظام، وكل ما Ø³ØªÙØ¹Ù„Ù‡ هو إطالة أمد الصراع وصولا إلى تدمير سوريا ومعها ØØ§Ù„Ø© التعايش المذهبي ÙÙŠ المنطقة، وكل ذلك سيصب ÙÙŠ Ù…ØµÙ„ØØ© الكيان الصهيوني. وإذا قال بعض الموتورين إن المعارضة التي تمثل غالبية الشعب السوري ينبغي أن ترضى بالØÙ„ السياسي تجنبا لذلك المصير، Ùليس ذلك سوى دعوة ÙˆØ§Ø¶ØØ© لتلك الغالبية بالركوع أمام النظام، وهو لعمري الابتزاز الرخيص بعينه. ابتزاز Ø³ÙŠØ±ÙØ¶Ù‡ السوريون، ÙˆØ³ØªØ±ÙØ¶Ù‡ جماهير الأمة أيضا، مع أن النظام هو الذي ÙŠØ±ÙØ¶ الØÙ„ السياسي من الناØÙŠØ© العملية.
أما ØØ¯ÙŠØ« إيران ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ عن خطة كوÙÙŠ أنان كمسار سياسي Ùلا يعدو أن يكون شكلا من أشكال التدليس، لا سيما أنهم يدركون أن نظامهم المجرم لن يوق٠القتل، ولن يخرج الجيش من الشوارع ÙˆÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ السلمي، لأنه لو ÙØ¹Ù„ ذلك لأسابيع قليلة ÙØ³ØªØ®Ø±Ø¬ الملايين إلى الشوارع ÙˆØªØªØ¯ØØ±Ø¬ الأوضاع Ù†ØÙˆ سقوطه بشكل آلي. وعموما تعاملت المعارضة مع الخطة بإيجابية كما تابعنا ØØªÙ‰ كتابة هذه السطور.
يبقى القول إننا نشعر بالكثير من الأس٠إذ Ù†ØªØØ¯Ø« بهذه الروØÙŠØ© التي تقسم الأمة إلى طوائ٠ومذاهب (السنة لم يعتبروا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… Ø·Ø§Ø¦ÙØ© ÙÙŠ يوم من الأيام)ØŒ Ù†ØÙ† الذين Ù†Ø±ÙØ¶ منطق التكÙير والإقصاء من أي طر٠كان وندعو إلى التعايش ÙˆØØ³Ù† الجوار، لكن إيران ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¡Ù‡Ø§ هم من ÙØ±Ø¶ÙˆØ§ علينا ذلك بسبب موقÙهم من ثورة سوريا التي كانت ولا تزال ثورة ØØ±ÙŠØ© وكرامة تنتمي إلى ربيع العرب وليس إلى أي تصني٠آخر، وهو ربيع يعيد الاعتبار للإنسان بصر٠النظر عن عرقه ومذهبه، ذلك الإنسان الذي سØÙ‚ ØªØØª أقدام دكتاتوريات ÙØ§Ø³Ø¯Ø© Ø±ÙØ¹Øª شعارات شتى لم تخ٠يوما ØÙ‚يقة أن الهد٠هو سيطرة نخبها على السلطة والثروة بأي ثمن كان.
نتمنى أن يعود القوم إلى رشدهم ويختاروا التعايش مع الأمة بدل الانتصار لنظام دكتاتوري ÙØ§Ø³Ø¯ØŒ أما إذا أصروا على موقÙهم ÙØ³ÙŠØªØÙ…لون وزر التبعات السيئة التي ستترتب على ذلك.