إنجازات دعوة الإصلاح في الإمارات

  •  
  • 2012-04-20
    الإمارات الان
    إن ما أنجزته دعوة الإصلاح في الإمارات في زمن تاريخي مهمٍ في مسيرة تأسيس كيان الدولة، وبإيجاز سريع فإن أهم تلك الإنجازات تظهر فيما يلي:

    أولاً: التوعية الإسلامية (وفق المنهج الوسطي):

    كان لـدعوة الإصلاح دورٌ بارزٌ في حفظ المجتمع وبالأخص شباب الصحوة في الإمارات من مخاطر الغلو والتطرف الفكري والعملي، وذلك بتوعيتهم بالمنهج الإسلامي الصحيح، وتربيتهم العملية عليه، وترشيد سلوكهم بمنهج يعتمد الوسطية والاعتدال في الفكر، والحكمة في الممارسة العملية، دون إفراط أو تفريط، وهذا الدور الجليل كان له نتائج ملموسة عندما عصفت أفكارُ الغلو والتطرف الوافدة ببعض البلدان القريبة، فكان لتلك الجهود، وذلك النهج المعتدل الأثر الكبير في حماية شباب الدعوة من التأثر والانسياق وراء تلك الدعوات المهلكة للمجتمعات، والناشرة للفوضى، والمبَعثِرَة لجهود العاملين المخلصين، والمثيرة للفتن، والمُخِلّة بالأمان والاستقرار، ويرجع ذلك إلى اعتماد الدعوة على محاضنَ عامةٍ لتربية أجيال من أبناء وبنات الدعوة على تلك المبادئ الإسلامية الصالحة المعتدلة، حتى تنضج الثمرة وتؤتي أكلها الطيب، فطريق التربية طويل يحتاج إلى صبر وتكاتف الجهود.

    ثانيا: الاهتمام بالعمل الاجتماعي:

    إن جُلَّ عمل دعاة الإصلاح انصب في الوقاية من الآفات والمشكلات الاجتماعية مع بذل جهود كبيرة في هذا المجال، حيث عمل دعاة الإصلاح في جميع مواقعهم على التحذير القولي والعملي من المخاطر والتحديات التي واجهت المجتمع الإماراتي. تلك المشكلات الناتجة عن التغير الكبير في المجتمع الإماراتي الناتج عن التحولات المادية والاقتصادية وما واكبه من انفتاح دون الأخذ بسنة التدرج، حيث زاد ذلك على سبيل المثال من عزوف وتأخر بعض الشباب عن الزواج وتكوين الأسرة في ذلك الوقت كما أدَّى الزواج من غير المواطنات إلى تفاقم مشكلات كثيرة، كزيادة نسبة العنوسة في المجتمع، وزيادة نسبة المطلقات، حيث بادرت »جمعيةُ الإصلاح« بمشاريعَ عمليةٍ لتشجيع وتسهيلِ زواجِ الشباب وتحصينهم من الوقوع في الانحراف والرذيلة، بل كان لها الفضل في إنشاء أول القاعات المجانية لإقامة أفراح الزواج، وتقديم مساعدات نقدية للراغبين في الزواج، كما قام الدعاة بدورٍ كبيرٍ في معالجة تلك الظواهر الاجتماعية.

    ورغم اعتراف دعاة الإصلاح بدور العمالة الوافدة الإيجابي والكبير جداً المساهِمِ في بناء الوطن على مختلف الأصعدة، إلا أن هناك آثاراً سلبية لتلك العمالة تلحق الضرر بالوطن والقائمين عليه، حَذَّر الدعاةُ منها، وبَيّنوا خطرها على البلاد والعباد، وعلى قِيَمِ المجتمع وهويته بما تقوم به من سلوكياتٍ ونقلٍ لثقافَاتٍ وعاداتٍ مُنافيةٍ لقيم ومبادئ المجتمع الإماراتي العربي المسلم، وأصدروا في ذلك الكتبَ ونظموا المحاضرات للتوعية والتنبيه إلى مخاطر زيادة توظيف العمالة، وخاصة من العاملات الوافدات في مواقع العمل المختلفة وفي البيوت كخادمات ومربيات، وتأثيرهنّ على النشء وعلى المجتمع عموماً.

    كما أن رموز الدعوة قاموا بدور بارز إلى جانب الجهود الرسمية في التحذير من الجرائم الغريبة الوافدة الفاتكة بالمجتمع مثل (تجارة المخدرات والاتجار بالبشر والرقيق الأبيض »الدعارة«، وغيرها من جرائم) وبينوا سبل الوقاية منها، وسُجِّلَت لأولئك الرموز مواقفُ مشهودةٌ في حفظ المجتمع من عصابات الإجرام التي عاثت فساداً.

    ثالثاً: المساهمة في العمل التربوي والتعليمي:

    أما في الإطار التربوي والتعليمي فقد كان لدعاة الإصلاح دورٌ بارزٌ في دفع مسيرة التربية والتعليم النظامي والجامعي، فاستطاعوا بفضل تراكم خبراتهم واختصاصاتهم، تقديمَ مساهماتٍ تُعَدُّ نموذجاً متميزاً في وقته.

    واهتم دعاة الإصلاح بتربية الجيل الإماراتي على مناهج وطنية مدققة وبرامج تربوية متميزة، وأنشطة وفعاليات ذاتَ تفاعل مع مستجدات العصر، وهي في تلك المناهج والبرامج جمعت بين التمسك بالهوية العربية الاسلامية، والإفادة من العلوم العصرية، والتكيف مع تطورها السريع في معادلة قلَّ أن تجد لها مثيلاً، إنه بلا أدنى شك نموذجٌ وطني يُعَدُّ ممَيَّزاً حتى لدى خبراء التربية والتعليم.

    كما ساهمت دعوة الإصلاح وأهل العلم والخبرة والتخصص، بوسائل عدة، وحسب الإمكانات المتاحة، في النشر العلمي للكتب والبحوث العلمية والثقافية، وكذلك الأشرطة السمعية والمرئية، وإقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية والحفلات والأناشيد وإقامة المعارض والمحاضرات والفعاليات في المناسبات الدينية والوطنية، كما ساهموا بروح إيجابية في معظم المؤسسات العلمية والاجتماعية والثقافية والإعلامية. مما كان له الأثر التربوي والتعليمي الجاد وتطوير القدرات الوطنية، بالأخص فئة الشباب الذين يتولون اليوم مهام ومسؤولياتٍ في كثيرٍ من الأعمال الإدارية والقيادية وفي قطاعات عدد من المؤسسات الرسمية والمجتمعية والاقتصادية.

    رابعاً: إنشاء وتطوير العمل الخيري المؤسسي:

    إن لدعاة الإصلاح مساهمة فعالة وجهوداً كبيرة في تأسيس برامج العمل الخيري المؤسسي (الإنساني) في الإمارات وتطويرها، وقد أُطِّر هذا البعد الإنساني بإنشاء »اللجنة الإسلامية للإغاثة« في سنة 1987، لتكون عنواناً للعمل الخيري الإنساني.

    وكان لانخراط كثير من شباب دعوة الإصلاح متطوعين للعمل مع بقية المؤسسات الخيرية في الدولة، مساهمة فيه، وتعاوناً معها، أثُرَهُ الكبير في إنجاح هذه الجهود الإنسانية الخيرية.

    ومع الرعاية الكريمة والدعم الرسمي والشعبي، فقد انتشرت تلك اللجان والهيئات في جميع مدن الدولة، وتفاعل المجتمع معها، حيث نجحت في إعانة المحتاجين من الفئات الاجتماعية ذات العجز والحاجة، كما رعت برامج لطلبة العلم والوقف الخيري وحملات الحج والعمرة، وساهمت في التخفيف عن بعض الشعوب والأقليات في بعض بلدان العالم التي تعرضت لظروف الحروب أو الكوارث .

    وكانت هذه الجهود التطوعية من قبل أبناء »دعوة الإصلاح« تعمل بتكامل وتناغم مع جهود الدولة الرسمية والأهلية في سبيل إنجاح هذه الأبعاد الإنسانية، وفي كل ذلك كان اسم »دولة الإمارات العربية المتحدة« بارزاً ومُشْرِقاً ومُشَرِّفاً عند شعوب العالم بهذه الواجهات الخيرية.

    خامساً: فتح آفاق للعمل النسائي العام:

    ساهمت الدعوة في الاهتمام بالمرأة وجعل نشاطها لا يقل اهتماماً عن نشاط الرجال؛ وذلك بفتح آفاق جديدة للعمل النسائي في كافة المجالات التي كان فيها الدعاة، حيث حظيت المرأة من خلال كثير من المحاضن العامة بالاهتمام، وبالأخص في التربية والتعليم والثقافة والتوعية النسوية والاهتمام بالطفولة، والمشاركة في إدارة العمل الطلابي للبنات وفي إدارة جمعيات النفع العام والجمعيات النسائية ومجالات العمل الأخرى المتنوعة.

    عَمِلَ الجميعُ على تطوير وتأهيل قدرات المرأة الإماراتية لتأخذ مزيداً من الحقوق والأدوار التي كانت قاصرة على الرجال، مع وصول البعض إلى مراكز قيادية وعلمية ومهنية في مختلف المؤسسات بتلك الروح الإيجابية والنظرة السليمة للمرأة التي شجعتها »دعوة الإصلاح« ساهمت في تخطي المرأة لعقبات كبيرة بفعل التراكم التاريخي (المُسَوّغ وغير المُسَوغ) للحالة التي كانت عليها المرأة قبل نشأة الدولة الحديثة دون أن تفرط في دينها أو أخلاقها، وأنذرت الدعوة -وبصوتٍ عالِ- من خطورة النتائج المترتبة على تبني بعض الدعوات المعاصرة منهج ما يسمّى بـ»الحداثةِ« والمطالبة بتحرير المرأة ومشاركتها المجتمعية على حساب هويتها وخصوصيتها الدينية والثقافية والأخلاقية، وثم السير بها في الاتجاه الخطأ.

    لكن بفضل الله تعالى أولاً، ثم بتعاون وتكاتف المخلصين من أبناء الوطن، ومساهمة جهودِ دعاة الإصلاح -رجالاً ونساء- استطاعت المرأة الإماراتية أن تأخذ مكانها المميز ودورها الرائد، وانفتح أمامها المجال لكي تُنافِسَ وتبدعَ وتقدم وتشارك في البناء الحضاري لهذا المجتمع، كل ذلك يتم بتناسق جميل مع ديننا وقيمنا النبيلة وهويتنا الوطنية العربية الإسلامية.

    سادساً: المشاركة في العمل الوطني:

    تفاعلت الدعوة مع قضايا الواقع الإماراتي على جميع الأصعدة، للنهوض بالفرد والأسرة والمجتمع والدولة عموماً.

    ولقد كان لأبناء دعوة الإصلاح دورهم الفاعل في عملية النهوض والبناء لهذا المجتمع الناشئ، وذلك برفْدِ كل المجالات التي تحتاج إلى جهودٍ مضنيةٍ وعملٍ شاقٍّ، كالتعليم النظامي والجامعي والتوعية العامة من محاضرات وخطب وأنشطة تربوية وثقافية، وبرامج تنمية الشباب، والمشاركة في الحملات الإعلامية التي تساند جهود الدولة لمكافحة الفساد الأخلاقي بكل ألوانه، والتعاون مع الآخرين في حل المشكلات الاجتماعية. إضافة إلى المشاركة – وبفاعلية- في حمل هموم العمل الوطني بمختلف ألوانه، بجانب الفئات الوطنية؛ سواء كانوا أفراداً أو جمعيات نفع عام متخصصة، رغبة في الارتقاء بالمجتمع المدني في الإمارات نحو أفضل الأساليب والممارسات الحضارية العصرية، بما لا يتعارض مع تقاليد وخصوصيات المجتمع الإماراتي.

    وكان للدعوة في جميع المناسبات الوطنية مواقفُ وطنية مقدرة، ودورٌ إيجابي ومشاركة فاعلة، وذلك وفق أقصى ما أتيح لها من قدرة على التطوير في تلك المرحلة.

    خامسا: التبكير في تقديم كفاءات وطنية المخلصة:

    بناء على الدور الإصلاحي التربوي الذي تنتهجه دعوة الإصلاح، فقد ساهمت هذه الدعوة في تربية أجيال من الشباب والفتيات على القيم الأخلاقية الفاضلة، وحفظِهم من الانحرافات الأخلاقية التي تهدر طاقاتهم وتشتت جهودهم، فكان لها مساهمة بَنَّاءة في توجيه هذه الطاقات الفتية المباركة لخدمة وطنهم؛ حيث قامت هذه الدعوةُ الإصلاحية، وفي وقت مبكر- متناسقة مع الجهود الرسمية وتلبية لحاجات المجتمع الناشئ والمتطور- بتشجيع عددٍ كبيرٍ من أبنائها من الجنسين وتوجيههم، للحصول على أعلى الإجازات العلمية؛ ليكونوا كفاءاتٍ علميةً مواطنة جادة، وذوي خبرات عملية، فكافح كثيرٌ منهم لاستكمال دراسته في خارج الدولة، رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتهم في تلك الحقبة التاريخية التي هي بدايات تَكَوّنِ مؤسسات الدولة الحديثة.

    وقد حصل كثيرٌ من أولئك الشباب من الجنسين على أعلى الشهادات العلمية مع إبداع كثير منهم في تخصصاتهم، فأصبح منهم الخبراءُ والفنيون ممن يُشار إليهم بالبنان في مجال عملهم وتخصصهم.

    فكان لهذه المساهمة الجادة من »دعوة الإصلاح« - بجانب الجهود الرسمية-، دورٌ في رعاية هذه الطاقات والقدرات الشابة، وحسن توجيهها والارتقاء بمستواها العلمي وتطوير خبراتها العملية في مختلف التخصصات من العلوم العصرية: الأدبية منها والعلمية وعموم التخصصات الإنسانية.

    سابعاً: المشاركة في التضامن مع القضايا العادلة لشعوب العالمين العربي والإسلامي .

  •